أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى أن التوجه الذى تعمل من خلاله الدولة المصرية هو التخطيط للمستقبل والقيام بإصلاح القائم.. وأنه مع بدء تشغيل منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، سيتم توفير عشرات الآلاف من فرص العمل للشباب المصرى فى مقرات الشركات وفى أعمال الإدارة للعديد من الأماكن ومنها المناطق التجارية والترفيهية ؛ بحيث تُسهم تلك الفرص فى خلق قيمة مضافة للاقتصاد المصري.
رئيس الوزراء.. فى احتفالية تسليم أول 3 أبراج بالعاصمة الإدارية:
المبادرة الرئاسية «سكن لكل المصريين» ساهمت فى تراجع حدة المشكلة
انتهينا من المرحلة الأولى لتسكين الموظفين بمدينة بدر بواقع 10 آلاف شقة
جاء ذلك خلال الاحتفالية التى شهدها أمس لتسليم أول 3 أبراج إدارية ضمن منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة بحضور وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الدكتور عاصم الجزار ونائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة الدكتور وليد عباس ونائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لقطاع التنمية وتطوير المدن المهندس عبدالمطلب ممدوح ونائب رئيس الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية ( CSCEC ) المُنفذة للمشروع لى يونج مينج ، ورئيس شركة (انكوم) الشريك المصرى لها هشام شتا.
قال مدبولى إن هذه الأبراج الإدارية الثلاثة تعد باكورة مرحلة التسليم فى المنطقة المركزية للأعمال CBD بالعاصمة الإدارية الجديدة والتى تشهد تشييد 20 برجاً تنفذها الشركة الصينية لصالح وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية بينها «البرج الأيقوني» الذى يصل ارتفاعه لنحو 400 متر والذى سيدخل ضمن مراحل التسليم اللاحقة بهذا المشروع.
أعرب عن سعادته بهذا المشروع الضخم الذى بدأ كحلم منذ نحو 6 سنوات وغدا واقعاً.. لافتاً إلى أن ما تثيره تلك الاحتفالية فى منطقة الأبراج من تساؤلات لدى البعض عن مردود هذا المشروع بذلك المستوى المميز على الوطن هو أمر يستلزم الإشارة إليه حيث تواجد خلال الأسابيع الماضية فى أربع مدن جديدة للاحتفال بوصول مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى «سكن لكل المصريين» إلى رقم مليون وحدة سكنية، للشباب ومحدودى الدخل، فى كل بقاع مصر.
قال مدبولى : «إن عدداً من شبابنا لم يُعاصر مشكلة الإسكان فى مرحلة سابقة ولم يشعر بحدتها»..داعياً الإعلاميين إلى استرجاع الأعمال الفنية المصرية التى سلطت الضوء كثيراً على مشكلة السكن السابقة ومدى حدتها.
أضاف : «أن المبادرة الرئاسية «سكن لكل المصريين» التى أطلقها الرئيس، وتكاتفنا لتنفيذها بكل إخلاص، أسهمت فى تراجع حدة هذه المشكلة بدرجة كبيرة، وأصبحت الدولة المصرية قادرة بمشاركة القطاع الخاص، على تقديم كل أنواع الإسكان ومستوياته، بالكم الذى يُسهم فى تغطية كل الطلب بالرغم من الزيادة السكانية».
أوضح رئيس الوزراء أن المليون وحدة سكنية التى تم تنفيذها كسكن للشباب ومحدودى الدخل، كلفت الدولة أكثر من 400 مليار جنيه بالإضافة إلى 300 ألف وحدة نُفذت كسكن بديل لسكان المناطق غير الآمنة..داعياً فى هذا الصدد إلى العودة للأعمال الفنية قبل عام 2011 والتى «كنا نشاهد فيها المناطق غير الآمنة والعشش غير الإنسانية التى كان يعيش بها مئات الآلاف من الأسر المصرية، وينشأ أطفالها فى ظروف غير آدمية على الإطلاق».
قال : «إننا تمكننا بفضل الله ودعم القيادة السياسية اللامحدود من انهاء تلك المشكلة وتذليل هذا التحدى برقم يقترب من 120 مليار جنيه أخري، وبذلك تكون الدولة قد أنفقت لتوفير الإسكان لمحدودى الدخل وحل مشكلة المناطق غير الآمنة اكثر من نصف تريليون جنيه مصري».
أضاف مدبولى : «أننا معنيون كدولة بأن نُحقق التنمية الكاملة سعياً نحو المستقبل، مُعتبراً أن المناطق العشوائية التى كانت بمدننا ، ولاتزال بقاياها موجودة حتى الآن والكل يعلم سببها، حيث ترجع إلى أن القائمين حينها لم يخططوا للمستقبل، وطالما أن البناء بطريقة غير سليمة أو مُخططة ، يكون سبباً فى لجوء المواطنين إلى الحل بمعرفتهم، وهذا الحل يكون بصورة غير مقبولة، وهو ما يكلف الدولة كثيراً لإصلاح هذا الأمر».. و»أننا ونحن نحاول إقامة طريق داخل أية منطقة عشوائية فالدولة تتكلف أضعاف تكلفة الطريق نفسه، وذلك بغرض الإزالة وتعويض المواطنين حتى ننشئ طريقاً جديداً».
أشار رئيس الوزراء إلى انه عندما تم البدء بتنفيذ منظومة بناء مدن الجيل الرابع منذ تولى الرئيس المسئولية، أثيرت تساؤلات عديدة عن سبب اللجوء لبناء هذه المدن الجديدة .. و»إننا نُشيد هذه المدن لأبنائنا وأحفادنا؛ حتى يجدوا مكانا صحيحا يعيشون فيه».
أضاف : «إننا ونحن فى قلب مدينة العاصمة الإدارية الجديدة فلابد من الإشارة إلى أن الدولة تعمل على محورين فى هذا الصدد، تطوير العمران القائم الذى كان مهملا وهذا أمر بالغ الصعوبة، والمحور الثانى نبنى لمستقبلنا حتى لا تتكرر نفس المشكلة التى نعانى منها حاليا».
أضاف «أن المشروع الذى نحن بصدده اليوم عندما بدأنا تخطيطه كان الهدف هو أن ننشئ منطقة مركزية، شارحا سبب اللجوء إلى ذلك، بأنه فى أى مدينة كبرى فى العالم، يتم تخصيص مركز المدينة أو قلب المدينة كمقار للشركات العالمية والمحلية والمناطق التجارية والمبانى الإدارية بالإضافة إلى تخصيص جزء من هذه المبانى للأغراض السكنية، وهذه المناطق تكون هى العلامة المميزة لأى مدينة جديدة، ولذا كان هناك حرص على الاستعانة بأفضل الخبرات العالمية؛ حيث تمت الاستعانة بأكبر المكاتب العالمية المحلية والأجنبية، كما تمت الاستعانة بأفضل الشركات فى العالم التى تنفذ مثل هذه المشروعات والأبراج».
وجه فى هذا الصدد الشكر للشركة الصينية التى قامت بتنفيذ منظومة العمل بمنتهى الاحترافية .. قائلا : «نحن لا ننكر الخبرات التى لمسناها فى هذه الشركة ونقلناها عنهم لكن الأهم فى هذا الشأن هو أن الأبراج تم تنفيذها بأياد مصرية، وشركات مصرية عملت كتحالف مع الشركة الصينية، ولذا فقد انتقلت إليهم خبرات هائلة من خلال هذا المشروع تمكن شباب المهندسين والفنيين المصريين من تنفيذ مثل هذه النوعية من المشروعات سواء فى مصر أو خارجها خلال الفترة المقبلة».
أضاف: «أردتُ أن أبدأ بتلك المقدمة، لدحض تشكيك العديد من الأشخاص فى هذا المشروع العملاق، مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وتأكيدهم أنه لن يُكتب له النجاح».. مشيراً فى هذا الصدد إلى أن معظم مدن العالم تنفذ مشروعات عملاقة لإنشاء مدن أو عواصم إدارية جديدة، بما فى ذلك الصين التى تنفذ اليوم حياً إدارياً جديداً داخل عاصمتها.
أوضح رئيس الوزراء أن مشروع العاصمة الإدارية لمصر كان بمثابة استشراف للمستقبل؛ حيث تضخمت القاهرة القديمة بصورة كبيرة ما جعل من الضرورى الخروج بالأنشطة الإدارية والحكومية للخارج وجذب التنمية المستقبلية لأماكن أخري، وذلك ما استهدفه إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة.
قال : «كى لا تتكرر أخطاء المدن الجديدة السابقة فى العاصمة الإدارية وفقًا لآراء الخبراء ، من حيث إنشاء المدينة ثم التخطيط بعد ذلك لربطها بالمدن القديمة ، فقد تم الاهتمام منذ اليوم الأول بربط العاصمة الإدارية بالقاهرة وباقى مدن الجمهورية من خلال شبكة متطورة جدًا من وسائل النقل الحديثة».. مُشيرًا إلى القطار الكهربائى فائق السرعة، والقطار الكهربائى الخفيف، والمونوريل، والأتوبيسات التى تعمل بالكهرباء بالإضافة إلى شبكة من الطرق العملاقة تربط بدورها العاصمة الإدارية بكل مكان فى مصر.
قال إنه بعد الانتهاء من ذلك الحدث سأعود إلى مكتبى فى العاصمة الإدارية بالحى الحكومى الجديد الذى أضحى يضم 50 ألف موظف ينتقلون بمنتهى السلاسة من وإلى الحى الحكومي» .. مشيرا إلى أن عددًا كبيرًا منهم انتقل للسكن داخل العاصمة الإدارية أو حتى فى المدن القريبة منها، «وبذلك نكون قد بدأنا وضع لبنات النجاح لنقل السكان والموظفين إلى العاصمة الإدارية الجديدة».
أضاف»أنه مع كل تلك المشروعات، تم الانتهاء من تسكين المرحلة الأولى لإسكان الموظفين، بواقع ما يقرب من 10 آلاف وحدة سكنية فى مدينة بدر الملاصقة للعاصمة الإدارية الجديدة ، وسيتم تسليم المرحلتين الثانية والثالثة فى الفترة القليلة القادمة».
أشار مدبولى فى هذا الإطار إلى أول حى سكنى تم إنشاؤه فى العاصمة الإدارية الجديدة R3 .. موضحًا أن أكثر من 24 ألف وحدة سكنية بمختلف المستويات تم بيعها بالكامل. تقريبًا..قائلا : «إذا تم اعتبار أن متوسط عدد الأسرة القاطنة للوحدة الواحدة يبلغ نحو 4 أفراد، فذلك يعنى أن حوالى 100 ألف مواطن مصرى ينتقلون لذلك الحي».
وتابع : «أسرد كل تلك النقاط لتوضيح أن التفكير والتخطيط للمستقبل بناءً على أسس صحيحة يُفضى إلى النجاح».. منوها فى إطار حديثه إلى منظومة إدارة العاصمة الإدارية.. مؤكدًا أنه منذ اللحظة الأولى أوضحنا أننا نريد إدارتها بفكر القطاع الخاص؛ لذلك تم إنشاء شركة العاصمة الإدارية الجديدة.
لفت إلى أن الإنفاق على المشروع لم يكن من خزانة الدولة، بل على العكس من ذلك تم تنفيذ مشروع العاصمة الإدارية بنفس نهج شركات التطوير العقارى العملاقة فى العالم والتى تشهد نجاحًا؛ لذا أنشأنا شركة لإدارة العاصمة الإدارية الجديدة، وشهد العام المالى الماضى للشركة أرباحًا تجاوزت 20 مليار جنيه ما يؤكد أنه مشروع ناجح.
وحول إشغال ونمو المدن الجديدة بصفة عامة فى أى مكان .. أشار مدبولى إلى أنه عادة كانت أى مدينة جديدة تستغرق على الأقل 20 عامًا حتى تصبح نابضة بالحياة، وهنا أقول لحضراتكم تقديرى -باعتبار هذا من صميم عملي- إنه خلال 3 أو 4 سنوات على الأكثر سنجد هذه المدينة نابضة بالحياة ويقطنها مئات الآلاف.
أوضح أن ما يتم تنفيذه بالقاهرة أو العاصمة القديمة، حجم هائل من المشروعات يفوق الوصف؛ وتشمل تطوير المناطق القديمة وفتح شبكات طرق وإنشاء مناطق ترفيهية وخدمية مع مراعاة والحفاظ على التراث وإنشاء مشروعات مثل «حدائق الفسطاط» التى ستكون أكبر حديقة مركزية على مستوى الشرق الأوسط على مساحة أكثر من 500 فدان، وستكون منطقة خضراء شاسعة فى قلب القاهرة.
أشار إلى أن هذه المنطقة -للأسف- كانت مُهملة وكانت مكبًا للقمامة، واليوم بفضل مشروع «تلال الفسطاط» ستتحول إلى مناطق خضراء وبحيرات ومناطق ترفيهية..مشيرا -فى سياق متصل- إلى المناطق العشوائية التى تمت إزالتها لإقامة مناطق حضرية لأهالينا من سكان القاهرة، مؤكدًا :»نُطور القاهرة القديمة كما نُطور المدن الجديدة».
أضاف: كل ما تحدثت عنه هو شق تنموى ضمن خريطة وخطة مصر للتنمية للمستقبل حتى 2030، وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، قمت بعدد من الزيارات الميدانية إلى العين السخنة الواقعة ضمن نطاق المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وإلى منطقتى النوبارية والعامرية لمتابعة مشروعات صناعية وزراعية متنوعة، لأن لدينا يقيناً بأن هذه القطاعات الإنتاجية هى السبيل الوحيد لاستدامة نمو الاقتصاد المصرى بما فى ذلك قطاعات: الصناعة والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وغيرها من الأنشطة مثل السياحة.
أكد رئيس الوزراء أن الهدف النهائى من وراء هذه المشروعات هو دفع جهود تنمية وتطوير مختلف الأنشطة الاقتصادية للدولة المصرية بخطى ثابتة ؛ على الرغم من الأزمة الاقتصادية الخانقة وغير المسبوقة التى نتعرض لها.
وفى هذا السياق، قال رئيس الوزراء : «أؤكد: نحن نعى تمامًا حجم الأزمة ونعمل ليل نهار لصياغة حلول من أجل تجاوز هذه الأزمة، وسنتجاوزها بإذن الله خلال الفترة المقبلة، بالرغم من أن العالم كله يموج بنفس المشكلات والاضطرابات، فكل الدول لديها العديد من المشكلات، ولا توجد حالة ثابتة أو مستقرة، وفى هذا الصدد، قال صندوق النقد الدولى «إن عام 2024 سيكون عاماً مليئاً بالتحديات أمام جميع اقتصادات الدول النامية بل وكل العالم بسبب الظروف المحيطة».
قال: يُضاف علينا كأعباء المشكلات والاضطرابات السياسية المحيطة بنا، التى تضيف علينا ضغوطا أخري، ومع ذلك فالدولة وضعت خطتها وتعمل على تنفيذها بمنتهى الثبات انطلاقا من رؤيتنا لهذه الدولة وحلمنا حتى 2030 .. مضيفاُ: إننا لا نتحدث عن 20 أو 50 عاما بل هى 6 سنوات من الآن نعمل على تجاوز هذه الأزمة ونتحرك حتى نصل إلى هذا العام ونستعيد خلال ذلك مسار النمو الذى كنا عليه قبل حدوث الأزمة العالمية، ونحقق المعدلات التى يحلم بها كل مواطن مصري.
أكد رئيس الوزراء حرصه على أن يشرح بطريقة مبسطة كيفية تحرك الدولة المصرية فى كل المناحى التنموية بهدف تحقيق أفضل جودة حياة للمواطن المصري.. قائلا : «نحاول دوما تجاوز الأزمات التى تحاصرنا، ونحن نؤمن أننا سنتجاوزها خلال الفترة القادمة، وبإذن الله كل الخير والتقدم لبلدنا الحبيبة مصر».
قام رئيس الوزراء بجولة بالمشروع ومكونات الأبراج، ومن أعلى أحد الأبراج الإدارية المُسلمة بمنطقة الأعمال المركزية أدلى بتصريحات تليفزيونية، أكد خلالها أن سر نجاح الدولة المصرية يكمن فى وجود رؤية خالصة هدفها مصلحة الوطن، وقيادة سياسية داعمة لتنفيذ هذه الرؤية، بإصرار شديد ومتابعة على مدار الساعة.
قال: إن حجم العمل الذى تم فى العاصمة الإدارية برؤية متخصص، كان يمكن أن يظهر ما بين 15 إلى 20 عاماً إلا أنه تحقق خلال 6 سنوات فقط شهدت تنفيذ هذا الحجم من العمل..مشيراً إلى أن هذا المشروع الضخم به حجم فرص عمل يقترب من نصف مليون فرصة وبذلك يقتات منه ما يوازى 2.5 مليون شخص بحساب الأسر ومثله كل مواقع التنمية بطول البلد، فبدون تلك المشروعات الكبيرة كان حجم البطالة سيكون كبيراً.
أضاف مدبولى : «نتمنى أن تتسارع خلال الفترة القادمة خطط التنمية فى المدن الجديدة كلها لكوننا نعيش على مساحة بسيطة من أرض مصر ومن أجل توسيع الرقعة المعمورة تم تنفيذ شبكات طرق ومدن جديدة ومناطق صناعية وأراضى استصلاح وخدمات وعندما تكتمل المشروعات المفتوحة التى تمتد على مساحة مصر ستكون الرقعة المعمورة قد بلغت 14٪ من مساحة مصر، ونكون قد حققنا أهداف خبراء الاقتصاد والاجتماع والعمران الذين أكدوا مراراً أنه لا حل لهذه الدولة سوى بمضاعفة الرقعة المعمورة».
اترك تعليق